للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب -وليس يحسن أن يكتب- فكتب "ابن عبد الله ") (١): أي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب فقط: (ابن عبد الله) وما حدث منه - صلى الله عليه وسلم - قد يكون معجزة من الله .. وقد يكون رسمها .. فهي مجرد كلمة يجيد رسم مثلها أغلب الأمين الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة .. ومع ذلك تجدهم يجيدون كتابة أسمائهم .. وهي ليست كتابة بالمعنى الصحيح .. بل هي مجرد رسم وتقليد .. ثم واصل علي رضي الله عنه كتابة شروط الصلح التي أثارت غضب عمر كما أثارت عليًا من قبل.

لكن شيئًا حدث أثار الجميع إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه ليس ما أملاه سهيل من شروط .. إنه أخطر من ذلك وأفدح .. جريمة كادت تفسد كل شيء .. ودناءة كادت تحول أرض الحديبية إلى ساحة حمراء .. تلك الجريمة كانت:

[محاولة اغتيال النبي (صلى الله عليه وسلم)]

يقول عبد الله بن مغفل رضي الله عنه:

(كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلي ابن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي رضي الله عنه:

اكتب بسم الله الرحمن الرحيم.

فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال:

ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم، اكتب في قضيتنا ما نعرف، قال: اكتب باسمك اللَّهم.


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>