لقد علمنا التاريخ دروسًا عديدة .. وما زال يعلمنا أن للطغاة موقفًا من المؤمنين الدعاة عجيبًا .. هذا الموقف يقول:(من كان داعية فهو عدوي)، وقد يكون الطاغية مخيرًا أو مسيرًا أو ساذجًا .. لكن هذا الموقف لا يتغير. ومن يعير سمعه وبصره للتاريخ والأيام .. يجد المشانق والزنازين تئن أمامه من رقاب الدعاة وأجسادهم الطاهرة .. حتى رياح الحرية التى تهب أحيانًا على الشعوب نراها تمر على الجميع وتستثنى الدعاة فهم ينتزعونها انتزاعًا بدمائهم .. ويمنحونها للجميع حرية للبشر للشجر .. لكل من حوته السماء وساح على وجه الأرض. ولم تكن سمية بنت خياط أول الشهداء ولا آخرهم .. ولا كان أبو جهل أول المتسلطين ولا نهايتهم .. كان هناك رجل يزاحمه ينافسه اسمه:
[عمر بن الخطاب]
لعلكم تذكرون ذلك الرجل العظيم: زيد بن عمرو بن نفيل .. هذا الرجل له ولد عظيم مثله اسمه سعيد بن زيد .. تزوج سعيد من أخت عمر ابن الخطاب .. فكان من السابقين إلى الإسلام .. سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجد الحقيقة ووجد نفسه .. ودعا زوجته -وهي أخت عمر بن الخطاب- فآمنت بما آمن به .. فكانت أسرة صغيرة سعيدة بالحب والإيمان والبهجة .. وبعد فترة تسرب الخبر إلى عمر بن الخطاب .. فتطاير الشرر من عينيه ويديه .. وبدأ بتعذيب أخته وزوجها .. فما حدث عار على ابن الخطاب ولن يسمح عمر للعار أن يدخل بيته .. لكن أدوات عمر فشلت .. فالقلوب لا تدخلها السياط والمبادئ لا يثنيها الحديد .. وعمر لا يملك من أدوات الإقناع والحوار سوى بسطة في الجسم وحفنة من السياط والعصي الغليظة .. أحضر الأغلال والحبال .. وقيدهما، وفي ذلك