للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبيّن خطورة ذلك فقال:

"من حلف بغير الله فقد أشرك" (١) وامتثل المسلمون فذهبوا بالأجر .. وذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصحابة والأجر ينسابون كالنور .. كالنهر .. يغسلون تلك الزوايا التي تخثرت فيها بقايا الشرك .. وذهب ذلك اليهودي بغيظه يجره ويجر قدميه الثقيلتين ورأسه المتحجر .. فلقد انتفع المسلمون بالحق ولم ينتفع هو بشىء .. بل أضاف إلى رصيد اليهود عنادًا آخر .. أضاف مساحة بينهم وبن المسلمين ..

لقد اتضح ذلك البعد وبانت تلك المفارقة عندما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهمومًا يفكر ويفكر .. ويبحث عن وسيلة ينبه بها المسلمين إلى دخول وقت الصلاة فـ:

[كيف ينادي إلى الصلاة]

لقد (اهتم النبي -صلى الله عليه وسلم- للصلاة، كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة .. فإذا رأوها آذن بعضهم بعضًا، فلم يعجبه ذلك، فذُكر له: القنع -يعني الشَّبُّور- شبور (٢) اليهود .. فلم يعجبه ذلك وقال: هو من أمر اليهود.

فذكر له الناقوس، فقال: هو من أمر النصارى) (٣) لم ينزل وحي بهذا الشأن .. والحيرة تملأ الجميع .. اجتهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- اجتهاد البشر (ثم أمر


(١) حديث صحيح. (المصدر السابق).
(٢) الشبور: هو البوق الذي ينفح فيه.
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح أبى داود للإمام الألباني (٩٨) ...

<<  <  ج: ص:  >  >>