للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا النوع من الشرك و (أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنكم تنددون (١) وإنكم تشركون .. تقولون: ما شاء الله وشئت .. وتقولون: والكعبة) (٢).

سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الكلمات من اليهودي .. وتأثر بها .. لكنه لم ينفجر في وجهه .. لم يقل له: من أنت حتى تعلمنا ديننا. لم يقل له: لماذا لا تنصحون أنفسكم أيها اليهود وأنتم تقولون (عزير ابن الله) لم يقل: أنت لست من أهل العلم حتى نستمع إليك .. لم يقل هذا شأن داخلي فيما بيننا ولا نقبل النقد سوى من جماعتنا الذين هم على ديننا .. لم يتفوه -صلى الله عليه وسلم- بشيء من ذلك .. بل ضرب لأتباعه المثل الأعلى في قبول الحق وأن الحق يقبل من أي شخص كان ..

استمع -صلى الله عليه وسلم- لهذا النقد اللاذع وقبله ثم توجه نحو أصحابه مصححًا ذلك الانحراف الخطير و (أمرهم النبى -صلى الله عليه وسلم- إذا أردوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة) (٣).

وكررها -صلى الله عليه وسلم- قائلًا لهم: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان" (٤) مهما كان فلان هذا .. وقال أيضًا: "لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغيت" (٥) .. "لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم .. ولا بالأنداد .. ولا تحلفوا إلا بالله .. ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون" (٦)


(١) تجعلون لله ندًا ومثيلًا وشبيهًا.
(٢) حديث صحيح. (صحيح النسائى ٣٥٣٣ للإمام الألباني).
(٣) حديث صحيح. (صحيح النسائى ٣٥٣٣ للإمام الألبانى).
(٤) حديث صحيح. (صحيح الجامع الصغير للإمام الألباني).
(٥) حديث صحيح. (صحيح الجامع الصغير).
(٦) حديث صحيح. (المصدر السابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>