للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنه -عليهما ثياب بيض- كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد) (١) .. كان - صلى الله عليه وسلم - مسرورًا بما يرى من تنفيذ لتعليماته .. وانتصار وحماس بين فرسانه .. مصعب بن عمير الذي لا يملك سوى سيفه وقرآنًا يملأ صدره وأجواءه .. يلقن المشركين دروسًا كما يلقن الأنصار الآيات والسور .. وذلك الشيخ الأعرج ورفيق دربه عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح يقاتلان كالشباب .. لكن للسنّ أحكام قاسية .. سقط عبد الله والد جابر شهيدًا على أرض المعركة .. أوّل شهيد في سجلات أُحد .. وها هي الملائكة من فوقه ومن حوله .. (الملائكة تظلّله بأجنحتها) (٢) يا لها من شهادة .. يا لها من كرامة .. وبعده بزمن يسقط رفيق دربه عمرو بن الجموح ليطأ بعرجته أرض الجنّة .. ويدليها على أنهارها ومياهها ..

وبينما كانت المعركة تتأجج بركانًا يقذف حممًا .. يقذف جثثًا ودماءً وصل:

[ضيفان على المعركة]

إنهما: حسيل والد حذيفة وصحابي آخر هو ثابت بن وقش رضي الله عنهما .. لقد ضاقت بطموحهما أسوار المدينة وحصونها .. تلفتا فأحسا أن هذا المكان لا يليق بشجاعين مثلهما .. ففرّا إلى حيث الوغى .. إلى حيث السيوف والشهادة .. وعندما وصلا إلى أُحُد .. وجدا أن المعركة قد حمي وطيسها .. فتسلّلا بين المؤمنين دون أن يعلموا بهم فماذا كانت العاقبة؟ يقول أحد الصحابة رضي الله عنه:

(لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد وقع اليمان بن جابر أبو حذيفة،


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٥٤).
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (١٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>