للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: لا.

قال: فإنك آتيه ومطوف به) (١).

ندم عمر على ما كان منه من احتجاج على ذلك الظلم الوثني .. ندم عمر وتوجه بالتوبة إلى الله وحاول تكفير ما كان منه بأعمال كثيرة يقول عنها: (مازلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت، مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذٍ، حتى رجوت أن يكون خيرًا) (٢) .. بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - كل شيء قد انتهى ولم يتبق سوى التحلل من الإحرام والعودة إلى المدينة.

[لكن الصحابة لم يمتثلوا لأوامره (صلى الله عليه وسلم)]

الأمر عند الصحابة غير قابل للتصديق .. أين تلك الأحلام بالطواف بالبيت الحرام .. والصلاة فيه .. أين أحلام المهاجرين بمعانقة أجواء مكة الحبيبة .. ؟ هل انهار كل ذلك على صخور الحديبية .. حاول - صلى الله عليه وسلم - أن يزيل تلك الدهشة وذلك الذهول .. لكنه لم يستطع .. وما حدث أنه (لما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:

قوموا فانحروا ثم احلقوا.

فوالله ما قام رجل) (٣) فقال مرة ثانية: فانحروا ثم احلقوا .. فلم يقم منهم أحمد مما بهم من الهم والغم .. ثم قال الثالثة: قوموا فانحروا ثم احلقوا .. لكنه لم يلق إجابة فعليةً ولا حتى قولية .. (حتى قال ذلك ثلاث


(١) حديث صحيح رواه البخاري وهو الحديث الطويل السابق والزوائد لأحمد.
(٢) حديث صحيح وهو حديث أحمد الطويل السابق.
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣٢) وأحمدُ (٤/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>