للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد تكون هذه هي قصة إسلام حمزة وقد يكون لإسلامه قصة أخرى .. الله أعلم.

وسواء كان ذلك الذي حدث أم لا فإن إسلام حمزة كان نصرًا هز مكة من أقصاها إلى أقصاها .. فالأمر يبدو خطيرًا .. والأقوياء الذين كانوا يخشون من زوال سمعتهم وما تجنيه لهم تلك القوة من أضواء بدأوا ينضمون إلى صفوف المؤمنين ويزيدونها قوة .. فقد أدركوا كم هم ضعفاء أمام قوة الإِسلام .. أمام قوة القوي الذي لا يقهر سبحانه .. فهل من سبيل إلى خروج من هذا المأزق الذي ألجأهم الإِسلام إليه .. هل من مهرب قبل أن يجدوا أنفسهم غرباء خارج مكة مهزومين أذلاء.

[المفاوضات بعد إسلام حمزة]

لم يصدق عتبة بن ربيعة أن حمزة أصبح اليوم مع ابن أخيه .. درع يحميه .. سيف يشق به صفوف قريش .. سيصعب الوصول إليه وحمزة معه .. ها هو ابن أخيه يصلى دون خوف عند الكعبة .. اغتاظ عتبة أحد أسياد مكة مما يحدث .. (فقال يومًا وهو جالس في نادي قريش -ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وحده-: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا، وذلك حين أسلم حمزة، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون فقالوا: بلى يا أبا الوليد. قم إليه فكلمه، فقام إليه عتبة حين جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم،


= إسحاق، وابن أبي حاتم، والطبرانيُّ أيضًا، انظر مجمع الزوائد (٩/ ٢٦٧) والسيرة الشامية (٢/ ٤٣) فهي ضعيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>