غشيته بالرمح قال: إني مسلم فظننت أنه متعوذ .. فقتلته .. فقال: هلا شققت عن قلبه حتى يستبين لك؟ قال ويستبين لي يا رسول الله؟ قال: قد قال لك بلسانه فلم تصدقه على ما في قلبه.
فمات الرجل فدفناه فأصبح على وجه الأرض فأمرنا غلماننا فحرسوه فأصبح على وجه الأرض .. فقلنا: غفلوا .. فحرسناه .. فأصبح على وجه الأرض .. فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه فقال: أما إنها تقبل من هو شر منه .. ولكن الله أراد أن يعلمكم تعظيم الدم .. ثم قال: اذهبوا به إلى سفح هذا الجبل فانضدوا عليه من الحجارة ففعلنا" (١).
وهذه سرية أخرى يأذن - صلى الله عليه وسلم - لحبه أسامة بن زيد بالانضمام إليها بعد بلوغه .. لكن حماس أسامة والشباب المتقد تحت ثيابه جعله يتمادى في إعطاء فروسيته ما ليس لها .. فكانت زلة عمره التي لم يستطع نسيانها طوال حياته .. وندمه الذي لم يقو على الهروب منه.
في سرية الحرقات أسامة يقتل رجلًا يقول لا إله إلا الله
ولما عاد إلى المدينة أحس بتأنيب الضمير وزاحم أنفاسه شعور بالذنب .. ولم يكن له ملاذ سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبوح له بما في نفسه ويصحح به سلوكه ذلك إن كان مخطئًا .. يقول رضي الله عنه:
(١) سنده صحيح رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٨ - ٢٢٦ حدثنا بشر بن موسى ثنا محمَّد ابن سعيد الأصبهاني ثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن السميط بن سمير عن عمران بن حصين .. السميط تابعى صدوق من رجال مسلم .. التقريب ١ - ٣٣٤ وتلميذه تابعي ثقة .. التقريب ١ - ٣٨٤ وحفص ثقة فقيه من رجال الشيخين .. التقريب ١ - ١٨٩ ومحمَّد بن سعيد الملقب بـ (حمدان) ثقة ثبت من رجال البخاري .. التقريب ٢ - ١٦٤ أما شيخ الطبراني فهو ثقة نبيل انظر البلغة (١١١) والحديث شاهد لما سبق.