عظمة هذا الدين وهذا القائد الذي يدفع تعويضات وهو في مركز القوي الذي لا يخاف إلا من ربه .. ويدفع التعويضات وهو في حالة حرب لكن الحرب الإسلامية لها قواعد لا يجوز اختراقها وقد تم اختراقها خطأ .. فلا بد من الالتزام تجاه العدو في هذه الحالة .. أما المخطئون فقد استغفروا ربهم وواصلوا حياتهم مع نبيهم وإخوانهم .. وفي هذا العام مرت بالمدينة أوقات عصيبة وظروف صعبة رغم وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرهم .. ولما اقترب وقت نضج ثمارهم أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاستعداد للتوجه لمناجزة الروم على أرض تبوك بجيش كان بحاجة إلى كل شيء إلا العزيمة والإيمان .. فقد كان يعاني من قلة المال والطعام والمراكب وكانوا يتطلعون إلى هذه الأوقات ليستريحوا ويتمتعوا بظل المدينة وثمارها التي بدأت في النضوج .. لكن كيف سيتم
[تجهيز جيش تبوك في ساعة العسرة]
والفاقة والحاجة إلى أي شيء يخفف من معاناة هذا الجيش الكبير الذي يتجاوز عدده عدد جيش الفتح .. لم يكن هناك ميزانية تسلح ولم يكن هناك جيش نظامي .. الكل كانوا جنودًا للإسلام .. الكل كانوا أصحاب مبادئ وأهداف لا أصحاب وظائف ومرتبات .. الكل يساهم حسب طاقته وإمكاناته فلا إكراه ولا ضرائب ولا مكوس ولا قهر .. و:
[في مثل هذه الظروف يشرق عثمان بن عفان]
يشرق الكرم العثماني ليؤسس نموذجًا راقيًا لرجل الأعمال المسلم الذي لا ينظر إلى الدنيا من خلال الأرقام .. بل ينظر إلى الأرقام من خلال الدنيا والآخرة معًا .. وليست هذه هي المرة الأولى التي ينفرد فيها عثمان