للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك اللحظات: "إنه بينما يسير هو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الناس مقفلة من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعمًا لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا" (١) ثم حذرهم عليه السلام من الغلول وهو الاختلاس من الغنائم دون إذن منه فكانت هذه القصة الأنصارية:

[قصة الأنصاري وخيوط الشعر]

وذلك بعد أن: "اتبعه الناس يقولون يا رسول الله اقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم حتى ألجؤوه [إلى سمرة] .. فاختطفت الشجرة عنه رداءه فقال: ردوا علي ردائي أيها الناس فوالله لو كان لي عدد شجر تهامة نعمًا لقسمتها عليكم ثم ما لقيتموني بخيلًا ولا جبانًا ولا كذابًا .. ثم قام إلى جنب بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصبعيه ثم رفعها فقال: أيها الناس إنه والله ليس لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم .. فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله عارًا ونارًا وشنارًا يوم القيامة.

فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال: يا رسول الله .. أخذت هذه الكبة أعمل بها برذعة بعير لي دبر .. قال: أما نصيبي منها فلك فقال: إنه إذا بلغت هذه فلا حاجة لي بها ثم طرحها من يده" (٢) .. فلا حاجة


(١) صحيح البخاري ٣ - ١٠٣٨.
(٢) سنده حسن رواه ابن إسحاق ومن طريقه الطبري ٢ - ١٧٥ والبيهقي في الكبرى ٦ - ٣٣٦ وغيرهما قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال وهو سندٌ حسنٌ مشهور والزيادة لأحمد ٢ - ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>