سهولها بالجديد .. لا بالوقوف أمام العقم وإهدار العمر في التحسر عليه .. أما النتائج فهو أكبر من أن يصر على أن تمثل بين عينيه قبل أن يمثل أجله .. إن جاءت فيا لها من نتائج وإن تأخرت فقد سبقها إلى ما هو أبهى وأبقى كما سبق هؤلاء الفرسان غيرهم من الأحياء .. فرسان:
سرية الاثنى عشر شهيدًا
ففي المدينة وبينما كانت إحدى النساء مسافرة في منامها شاهدت في طريق الأحلام رحلة هؤلاء الشهداء إلى الجنة .. يقول أنس رضي الله عنه "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجبه الرؤيا الحسنة فربما قال هل رأى أحد منكم رؤيا؟ فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه إليه فجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله .. رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت بها وجبة ارتجت لها الجنة فنظرت فإذا قد جيء بفلان بن فلان وفلان بن فلان حتى عدَّتْ اثنى عشر رجلًا -وقد بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية قبل ذلك- فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل: "اذهبوا بهم إلى نهر السدخ أو قال: إلى نهر البيدج .. فغمسوا فيه فخرجوا منه وجوههم كالقمر ليلة البدر .. ثم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها وأتى بصحفة أو كلمة نحوها فيها بسرة فأكلوا منها فما يقلبونها لشق إلا أكلوا من فاكهة ما أرادوا وأكلت معهم .. فجاء البشير من تلك السرية فقال: يا رسول الله .. كان من أمرنا كذا وكذا وأصيب فلان وفلان حتى عد الاثني عشر الذين عدتهم المرأة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عليَّ بالمرأة فجاءت قال قُصِّي على هذا رؤياك فقصت قال هو كما قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (١).
(١) سنده صحيح رواه الإمام أحمد ٣ - ١٣٥ ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس =