للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم انصرفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا) (١). ولما وصلوا إلى يثرب .. تسللوا إلى قلوب بعض قومهم .. فاستجابوا لهم وأسلموا .. فصار في تلك الديار من يعبد الله وحده لا شريك له .. ويصلي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فلما كان موسم الحج التالي قدمت مطايا يثرب من المشركين تحج مكة .. وكان بين الركب مطايا للموحدين .. وفد يثرب من الأنصار مشوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد انقضاء شعائر الحج .. غسلوا أيديهم من دماء الثارات والعنف الجاهلي بماء زمزم الطاهر .. غسلوها ومدوها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - طاهرة .. يبايعونه ليلًا .. وعيون مكة نائمة عما يجري على أرض العقبة.

[العقبة الأولى]

وعندما رأى - صلى الله عليه وسلم - أيديهم تصل إليه إذعانًا وامتثالًا لله ورسوله .. قال لهم: (تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه) (٢).

فبايعوه وشدت الأيدي للنهوض بالحق وبذله للجميع لشعوب الأرض جميعًا. والرجال المبايعون في العقبة الأولى كانوا قليلًا .. يقول


(١) سنده صحيح. رواه ابن إسحاق ومن طريقه رواه البيهقي (٢/ ٤٣٣) وأبو نعيم (٢٩٨) والطبرانيُّ قال ابن إسحاق: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه: لما لقيهم، وهذا يعني أن الأشياخ هم الذين قابلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي أنهم من الصحابة، وعاصم بن عمر روى عن بعض الصحابة، وهو تابعي ثقة. فالإسناد صحيح.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري - مناقب الأنصار، ومسلمٌ (الحدود).

<<  <  ج: ص:  >  >>