للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاد الشيطان من جديد يتمدد في الشرايين والقلوب .. يثير في نفوس المشركين الرعب والخوف من المستقبل المجهول .. من محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته .. يقول إنهم في طريقهم إلى السيطرة على مكة وغيرها .. ولا بد من إيقاف ذلك الزحف المفزع .. لا بد من إيقاف عمر بل يجب:

[قتل عمر]

لكن عمر شجاع .. عمر قوي .. لا بد من حشد يحملون عليه حملة رجل واحد .. واتفقت قريش على هذا الأمر، وسارت مجموعة كبيرة لا قبل لعمر بها فلزم بيته لا يغادره و (بينا عمر في الدار خائفًا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي، وعليه حلة حبرة، وقميص مكفوف بحرير فقال: ما بك؟ قال عمر: زعم قومك أنهم سيقتلونني لأنني أسلمت. قال: لا سبيل إليك أمنت. فخرج العاص فلقى الناس قد سأل بهم الوادي فقال: أين تريدون؟ فقالوا: نريد ابن الخطاب الذي صبأ. قال: لا سبيل إليه. فكر الناس وتصدعوا (١) عنه) (٢) ورجعوا والغيظ يملؤهم .. لكنهم ما كانوا ليتركوا فرصة صفاء لمحمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه .. ما كانوا ليتركوا دقيقة صفاء إلا وحاولوا التسلل لتعكيرها .. ها هم يجتمعون مرة أخرى .. ويقررون:

[الذهاب إلى أبي طالب]

كما أن العاص قد أجار عمر .. فإن أبا طالب يحمي ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا بد من التدخل في تلك الحماية .. لا بد أن تكون تلك الحماية بشروطهم .. لا بد من الضغط عليه وعلى عمه لعله يتراجع.


(١) تفرقوا عنه.
(٢) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>