للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم - أبايعه على الهجرة فقال إن الهجرة قد مضت لأهلها ولكن على الإِسلام والجهاد والخير" (١) .. ثم يتجه إلى أخيه فيقنعه ويأخذ بقلبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول: "جئت بأخي أبي معبد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الفتح فقلت يا رسول الله بايعه على الهجرة قال: قد مضت الهجرة بأهلها قلت فبأي شيء تبايعه قال على الإِسلام والجهاد والخير" (٢) فقد "قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم افتتح مكة: لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا .. فإن هذا بلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة .. وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطه إلا من عرفها .. ولا يختلى خلاها قال العباس: يا رسول الله .. إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم قال: قال: إلا الإذخر" (٣) وهو (حشيش طيب الريح أطول من الثيل) (٤) وقد وافق - صلى الله عليه وسلم - على استثنائه لحاجة أهل مكة له .. أما ما عدا ذلك فلا يجوز لأحد داخل منطقة الحرم قطع شجر أو مطاردة صيد أو حتى التقاط شيء ضائع إلا لإيصاله إلى أهله أو تسليمه لمن يتولى إمارة الحرم ..

كان الصحابة يستمعون بإنصات إلى تلك التعليمات وفجأة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

[اكتبوا لأبي شاة]

يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "لما فتح الله عَزَّ وَجَلَّ على رسول


(١) صحيح مسلم ٣ - ١٤٨٧.
(٢) صحيح مسلم ٣ - ١٤٨٧.
(٣) صحيح البخاري ٢ - ٦٥١.
(٤) لسان العرب ٤ - ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>