للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سرًا في يوم من الأيام .. وأصحابه محميون من قبل قبائلهم وأهلهم .. فأين تلك السراديب .. والخنادق. أين الدليل على ما تقول؟ والإجابة عندي واضحة كشعر الشمس الذهبي.

الإجابة عندي هي في مشكلة لم تحسم حتى الآن ألا وهي .. من أول من أسلم بعد خديجة .. أبو بكر الصديق أم علي أم غيرهما رضي الله عنهم جميعًا. أتدرون لماذا؟ دعونا أولًا ننظر إلى إسلام كل فرد منهم:

[إسلام أبي بكر الصديق]

أبو بكر الصديق .. اسمه: عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة .. صديق الطفولة والشباب .. ذهب إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. وحدثه أن الوحي قد جاءه في غار حراء .. وأن دين الله يأمر بالتوحيد والعلم والنظافة والجمال وترك الأصنام. فما زاد أبو بكر على كلمة واحدة. لقد قال: صدقت. أما لماذا .. فلأنه لم يجرب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذبًا .. وهو الذي عاشره منذ الطفولة. لقد عرفه عابدًا خاشعًا تاركًا للأصنام .. فهل سيكذب على ربه. لقد خلد التاريخ كلمة أبي بكر وحفظها له .. ونال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهادة تتناقلها الأجيال.

ففي أحد الأيام كان الصحابة أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. وكان من بينهم أبو بكر .. ولعل أحدًا منهم تناول أبا بكر فأغضبه .. فغضب -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر .. وقالها ليس للصحابة فقط بل للأمة كلها .. للأجيال كلها: (إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاجي، فهل أنتم تاركوا لي صاجى) (١).


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٦٦١)

<<  <  ج: ص:  >  >>