للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشهيد الذي يمشي على الأرض]

شاب اسمه رافع بن خديج .. شهيد .. لكنه يعيش بين الناس يأكل معهم ويشرب ويصلّي. ويصوم .. بل ويجاهد في معارك أخرى في هذه الدنيا .. مع أنه من شهداء أحد .. كيف ذلك .. ؟

تقول زوجته رضي الله عنها: (إن رافعًا رمى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد بسهم، في ثندوته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أنزع السهم؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: يا رافع .. إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعًا، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة، وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد .. فنزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السهم وترك القطبة فعاش بها) (١)، حتى مات حاملًا شهادته على ثندوته .. على صدره .. بينما كانت ذقون المؤمنين على صدورهم .. فأمن الصحابة من جديد بعد أن أنزل الله:

[النعاس من جديد]

يقول الزبير بن العوام رضي الله عنه: (لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اشتدّ الخوف علينا، أرسل الله علينا النوم، فما منّا من رجل إلَّا ذقنه في صدره، فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير -ما أسمعه إلَّا كالحلم- يقول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا .. فحفظتها منه، وفي ذلك


(١) سنده صحيح رواه الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن المنهال (ح) وحدثنا محمَّد بن محمَّد التمار، حدثنا أبو الوليد ومحمَّد بن كثير .. قالوا:
حدثنا عمرو بن مرزوق الواشحي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج عن جدته وهي امرأة رافع رضي الله عنه .. ويحيى تابعي ثقة (الجرح والتعديل-٩/ ١٦٨) وتلميذه صدوق (التهذيب- ٨/ ١٠١) (التقريب-٢/ ٧٨) وتلاميذ عمرو كلهم ثقات انظر: (التقريب- ٢/ ٢٠٣) (١/ ١٥٤) وأبو الوليد هو الطيالسي (التقريب- ٢/ ٣١٩) وشيخ الطبراني وتلميذ الحجاج هو الثقة علي بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي (البلغة- ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>