للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد عاد هذا الشجاع من جولة كالفجيعة .. كان يقلّب الجثث .. فتؤلمه وجوه أصحابه وأحبابه من الشهداء وهو يبحث بمرارة عن حبيبه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - .. لكنه لم يجده فأين ذهب .. وأين ذهبت الظنون بهذا الشاب المكسور الحزين.

تعالوا نتعرف عليه وعلى حيرته .. إنه زوج فاطمة الزهراء .. إنه علي ابن أبي طالب .. وهو يظن أن:

[رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السماء]

يقول رضي الله عنه: (لما انجلى الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد، نظرت في القتلى فلم أرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: والله ما كان ليفرّ، ولا أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيّه - صلى الله عليه وسلم -، فما لي خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم) (١) كان - صلى الله عليه وسلم - غارقًا في أحزانه ودمائه لقد (جرح وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه) (٢) هشمت البيضة التي كان يغطي بها رأسه فشجّ رأسه، (وذلق من العطش حتى جعل يقع على ركبتيه) (٣)، رأى عليّ بن أبي


(١) سنده حسن رواه أبو يعلى (زوائد-٢/ ٤٣٠) (حدثنا أبو موسى -وهو ثقة ثبت حافظ التهذيب (٩/ ٤٢٥) حدثنا محمَّد بن مروان العقيلي وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال الحافظ: (صدوق له أوهام -التقريب-٢/ ٢٠٦) ومن هو الذي ليس له أوهام، ومحمَّد أخذ حديثه عن شيخه عمارة بن أبي حفصة وهو ثقة من رجال الشيخين (التقريب -٢/ ٤٩).
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٧٥).
(٣) سنده صحيح رواه أبي شيبة (٧/ ٣٧١): حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير .. وعفان ثقة ثبت إذا شك في حرف من الحديث تركه (التقريب =

<<  <  ج: ص:  >  >>