للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هدي إذا طاف وسعى بين الصفا والمروة أن يحل" (١) أي إذا انتهى من العمرة يخلع لباس الإحرام ..

وهنا نزل الوحي بنسك ثالث من أنساك الحج هو:

[التمتع]

أي أن من لم يحضر معه هديًا من البقر أو الغنم أو الإبل فله أن يكمل عمرته ثم يتحلل أي يتمتع بكل ما كان نهي عن فعله من الأشياء الجائزة قبل أن يحرم .. كالطيب ولبس القميص وغيرها ويخلع لباس إحرامه حتى يأتي اليوم الثامن من ذي الحجة وهو الذي سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - (يوم التروية) .. وقد أثار هذا الأمر تساؤل بعض الصحابة لعدم فعل النبي له .. يقول جابر رضي الله عنه: إن "النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم ساق البدن معه وقد أهلوا بالحج مفردًا فقال لهم؛ أحلوا من إحرامكم بطواف البيت وبين الصفا والمروة وقصروا ثم أقيموا حلالًا حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة .. فقالوا: كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج؟ فقال: افعلوا ما أمرتكم فلولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم .. ولكن لا يحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محله .. ففعلوا" (٢) أي حتى أذبح الهدي ..

ولعل في إدخال العمرة في أشهر الحج ضربة موجعة لبقايا الشرك الذي تسلل إلى الحج قبل الإِسلام حيث كان العرب قبل الإِسلام "يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض" (٣) هذا عن الرجال فـ


(١) صحيح البخاري ٢ - ٦١١.
(٢) صحيح البخاري ٢ - ٥٦٨.
(٣) صحيح البخاري ٢ - ٥٦٧ عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>