وهي أن يدعو كل من الخصمين على نفسه باللعنة إن كان كاذبًا في دعواه .. كانت نتيجة المباهلة اكتشاف هذه الأمة لأمينها في قصة يرويها لنا حذيفة بن اليمان أمين سر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول:"جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريدان أن يلاعناه .. فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل فوالله لئن كان نبيًا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا .. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلًا أمينًا ولا تبعث معنا إلا أمينًا ..
فقال: لأبعثن معكم رجلًا أمينًا حق أمين فاستشرف له أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح فلما قام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا أمين هذه الأمة" (١) الذي فاز بلقب كما فاز غيره بألقاب .. أما نصارى نجران فعادوا مثقلين بالشك والجزية والهزيمة .. الهزيمة التي لحقت بكل من أعمى قلبه عن رؤية الشمس التي يحملها - صلى الله عليه وسلم - خارج المدينة وداخلها .. ففي داخل المدينة تطحن أقدام هذه الوفود في ذهابها وإيابها رجلًا كالحجارة عنادًا وحسدًا. عبد الله بن أبي بن سلول يتجرع اليوم سمومًا كثيرة ويتلقى طعنات لا تعد ولا تحصى .. لم يصنعها أحد له هو الذي صنعها بحقده وعناده ..
[عبد الله بن سلول مريض]
ويبدو من تقاسيمه أنه راحل عن هذه الدنيا .. ورغم كل ما فعله وما خطط له وما جرى منه ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضد المسلمين ودولتهم .. رغم ذلك كله ينهض النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيارته عله يجد في قلبه مكانًا لله ورسوله .. عبد الله بن أبي بن سلول تاريخ أسود من التآمر والخيانة والنفاق ومع