للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدعى: يونس بن متى، فأخبرني أنه رسول الله. فضحكا به وقالا:

لا يفتنك عن نصرانيتك، إنه رجل يخدع. ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة) (١).

ترى كيف ستحمل هذا المكروب المسكين أقدامه وهي لا تزال تنزف حزنًا ودمًا .. كيف سيعود ولا أبا طالب بعد اليوم .. من يضمد جرحه وخديجة تحت الثرى .. من يا ترى يكف أفواه قريش عن الشماتة .. كانت أيامًا لكن همومها أحالتها سنوات .. سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشد يوم مر به؟ فأشار إلى أيام الطائف وقال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال. فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهى، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب) (٢).

إنه الهم الذي حمله ومشى به، حتى حنت عليه السحاب .. وأشفقت لمنظره الحجارة وأغصان الشجر .. واستعدت الرواسي الشم للانتقام له:

[الجبال تنتقم]

يقول - صلى الله عليه وسلم - مواصلًا حديثه: (فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام. فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال:


(١) إسناده مرسل رواه أبو نعيم (٢٩٥)، وقد أوردت الحديث لا لصحته ولكن لأن سياقه ينسجم مع الحديث الصحيح الذي ذكر فيه النبى - صلى الله عليه وسلم - أن أشد الأيام التي مرت عليه هي أيام الطائف ويدل على ذلك نزول ملك الجبال لينتقم منهم.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (بدء الخلق) ومسلمٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>