للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما كان هذا هو

[النداء الأول لمحمد (صلى الله عليه وسلم)]

قبل النبوة فقد جاء ذلك في وصف الكعبة وبنائها، وأنه (كان برضم (١) يابس ليس بمدر، تتروه العناق، وتوضع الكسوة على الجدار، ثم تدلى، ثم إن سفينة لروم أقبلت، حتى إذا كان بالشعيبة انكسرت، فسمعت بها قريش، فركبوا إليها، وأخذوا خشبها، ورومي يقال له: باقوم. نجار، بان (٢)، فلما قدموا مكة قالوا: لو بنينا بيت ربنا عَزَّ وَجَلَّ، واجتمعوا لذلك، ونقلوا الحجارة، من أجياد الضواحي، فبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ينقل إذ انكشفت نمرته فنودي: يا محمَّد عورتك. فذلك أول ما نودي والله أعلم، فما رؤيت له عورة بعد) (٣).

وكان الذي أشار عليه - صلى الله عليه وسلم - برفع إزاره هو عمه العباس رضي الله عنه، فقد قال له: (يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة. ففعل ذلك، فسقط مغشيًا عليه، فما رؤي بعد ذلك اليوم عريانًا) (٤).

وقد شهد العباس هذه الحادثة، وكتمها، لم يقصها إلا بعد زمن طويل على ابنه عبد الله فقال: (كنت أنا وابن أخي -محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ننقل


(١) الرضم: صخور بعضها على بعض.
(٢) أي كان يعمل في النجارة والبناء.
(٣) إسنادُهُ صحيحٌ، ذكره الذهبي بإسناده (٣٦) ورواه البيهقي (١/ ٣٢٦). وهو من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، وهو ثقة. انظر التقريب (١/ ٢٢٣) عن ابن خثيم، وقد مر معناه عن أبي الطفيل رضي الله عنه.
(٤) حديث صحيح. متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>