للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان - صلى الله عليه وسلم - في الفترة السابقة حريصًا على وحدة المدينة .. وتماسكها .. وتجذير الإيمان والتوحيد والحب فيها .. بينما كانت قريش حريصة على تقويض ذلك كله .. حاولت في معركة بدر بقيادة الطاغوت أبي جهل وفشلت .. وقادها للثأر أبو سفيان في معركة أحد .. فلم تنل ما حملت به .. وها هي تعود محطمة بعد معركة الخندق هي ومن ساندها من الأحزاب .. تعود إلى مكة وقد تفتتت هيبتها .. وانكسرت شوكتها .. ويعود - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى بيوتهم بعد أن انتصروا .. رجعوا ليغتسلوا من عناء أيام قاسية .. ومن غبار ريح عاتية:

النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع سلاحه ويغتسل ولكن شيئًا حدث جعله يلبس أداة الحرب مرة أخرى .. ففي بيت عائشة رضي الله عنها كان - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من المعركة ويتطيب .. ولكن تقول عائشة:

(لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل "وهو ينفض رأسه من الغبار" فقال: قد وضعت السلاح!

والله ما وضعناه، فأخرج إليهم. قال: إلى أين) (١).

[إلى أين يحمل (صلى الله عليه وسلم) سلاحه]

سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل فـ (قال: إلى أين؟

قال: ها هنا وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم) (٢) وقبل أن يتحرك جيش النبي - صلى الله عليه وسلم - .. تحرك موكب جبريل في طرقات المدينة .. ومر بطريق يقال له "زقاق بني غنم" لم يرهم أحد .. لكن أنسًا رضي الله عنه رأى غبارًا


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤١١٧) والزيادة لمسلم.
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٤١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>