للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة) (١) عله يجد لدى هذه المرأة العظيمة حلًا ..

[أم سلمة تشير على النبي (صلى الله عليه وسلم)]

إلى خبائها الكريم .. قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فـ (دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. "فقال: يا أم سلمة ما شأن الناس" فقالت أم سلمة: "يا رسول الله .. قد دخلهم ما رأيت"، يا نبي الله .. أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم منهم كلمة حتى تنحر بُدنك (٢)، وتدعو حالقك فيحلقك. "فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك".

فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك: نحر بُدنه (٣)، ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غما) (٤).

مما رأوه من ظلم وغبن من المشركين .. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بدأ بالنحر قبل الحلق.

حيث (حلق بالحديبية في عمرته، وأمر أصحابه بذلك، ونحر بالحديبية قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك) (٥).

وحتى يغيظ أولئك المشركين المتغطرسين .. ساق - صلى الله عليه وسلم - معه جملًا كان لأبي جهل في غزوة بدر .. غنمه المسلمون .. ثم نحره أمام أعين المشركين.


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣٢) وأحمدُ (٤/ ٣٢٦).
(٢) البدن؛ هى: الإبل والبقر التي ينحرها الحاج أو المعتمر لله.
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣٢) وأحمدُ (٤/ ٣٢٦).
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣٢) والزوائد لأحمد (٤/ ٣٢٦).
(٥) حديث أحمد الصحيح السابق (٤/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>