للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن قيل: هذا نبي) (١). لقد ثار الجن .. واضطربوا وحاروا .. وضاقت الأرض بهم والسماء .. وأمسى شبح المستقبل يتهادى خلف دخان الشهب الحارقة .. كالجريح يترنح بين آثار القنابل .. لقد أمسى مستقبل الشياطين مخيفًا مرعبًا مجهولًا بعد نزول القرآن .. بعد بعثة هذا النبى -صلى الله عليه وسلم-.

[توقف الوحي]

هذا النبي الذي انقطع عنه (وفتر الوحى) (٢) فترة من الزمن .. أصبح بعدها في حيرة لا يدري ماذا بعد هذا النبأ .. ماذا بعد (اقرأ) .. ما رسالته وما مهمته .. ولك أن تتصور أحاديث النفس ووحشتها في مثل ذلك الظرف .. لكن الوحي عاد من جديد .. وعادت معه الحياة.

[عودة الوحي]

يتحدث -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك الأمر الذي أخافه حتى وقع على الأرض فيقول: (فتر الوحي عني فترة، فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء. فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي، فجثثت منه فرقًا، حتى صرت إلى الأرض، فجئت أهلى فقلت: زملوني .. زملوني .. فزملوني، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)} (٣) قم وأزح عنك هذه الأغطية .. فما كان بالأمس حلمًا جميلًا أصبح اليوم حملًا ثقيلًا .. قم يا محمد فالأرض قلوب خاوية .. وبطون جائعة .. واستبداد وسلاسل.


(١) حديث صحيح. رواه البخاري. مناقب الأنصار.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري. وأحمدُ (الفتح الرباني ٢٠/ ٢٠٩) واللفظ له.
(٣) سورة المدثر. والحديث صحيح متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>