للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكبر من أن يكلفهم ما لا يطيقون .. والإِسلام ما جاء ليصادر الحريات بل ليدعمها .. ويطلقها في طرقات البناء والإِسلام ..

نزل القرآن الكريم يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠)} (١) كلمات تسقط بذور الخير في قلوب هؤلاء الأَّسرى .. وتجعلهم أصحاب أفق أبعد وتفكير أرقى .. كلمات تقدم المغفرة والجنة .. فمن أراد الإِسلام فلا حاجة لأسره فليعش بين أهل المدينة على الرحب والإيمان والسعة .. أما من يأبى ذلك فلا حاجة للمسلمين في حبس حريته .. أبواب الحرية أمامه مشرعة .. لكن عليه قبل ذلك أن يؤدي.

الخدمة الاجتماعية بدلًا من الحبس

وبذلك يستفاد منه ومن بقائه بين أظهر المسلمين بدلًا من إرهاق ميزانية الدولة المسلمة الفقيرة بالإنفاق عليهم رغم أن هذا الإنفاق فيه أجر عظيم وعظيم جدًا .. كما قال تعالى في وصف أصحابه أنهم: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ..} (٢) لذلك أمروا بالخدمة الاجتماعية. فما هي الخدمة التي أداها هؤلاء مقابل حريتهم؟ يقول ابن عباس رضي الله عنهما:

(كان ناس من الأسارى يوم بدر ليس لهم فداء فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة) (٣) وقد حدثت قصة طريفة بين


(١) سورة الأنفال: الآية ٧٠.
(٢) سورة الإنسان: الآية ٨.
(٣) سنده قوله. رواه أحمد (١/ ٢٤٧) والحاكم (٢/ ١٤٠) من طريق شيخ أحمد: علي بن عاصم حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس .. وهذا سند صحيح لولا أخطاء =

<<  <  ج: ص:  >  >>