للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استلبث الوحي (١)، يستشيرهما في فراق أهله. قالت: فأما أسامة بن زيد، فأشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود. فقال: يا رسول الله، هم أهلك ولا نعلم إلَّا خيرًا "وهذا الكذب والباطل".

وأمّا علي بن أبي طالب فقال: "يا رسول الله" لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، "وإنك لقادر على أن تستخلف" وإن تسأل الجارية تصدقك) (٢)، فأخذ - صلى الله عليه وسلم - برأي علىّ بن أبي طالب رضي الله عنه في سؤال جارية عائشة واسمها "بريرة" .. ولم يأخذ رأيه بتطليقها الذي يلوح بين كلماته ليريحه من همّ التفكير والحرة التي طالت عليه - صلى الله عليه وسلم -.

[استدعاء بريرة]

تقول عائشة رضي الله عنها: (فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريرة، فقال: أي بريرة .. هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟

قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرًا قط أغمصه (٣) عليها، أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن (٤) فتأكله) (٥) (وانتهرها بعض أصحابه (٦)، فقال: اصدقي


(١) تأخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم واللفظ له والبخاريُّ والزوائد لابن إسحاق.
(٣) أعيبها به.
(٤) الشاة التي تألف البيت ولا تخرج للمرعى.
(٥) حديث صحيح رواه مسلم والزوائد لابن إسحاق.
(٦) هو علي بن أبي طالب .. وقد ورد أنه ضربها ضربًا شديدًا .. لكنني لا أستطع الجزم بصحة سند هذه العبارة .. فربما كانت من المراسيل التي عند ابن إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>