للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الجاهلية .. كما أن تلك الوفود لم تكن تمثل قبائلها إلا رسميًا لكنها لا تمثل أخلاقيات وسلوك كل فرد فيها .. فعند:

[قدوم وفد تميم ووفد من اليمن]

كان هناك تنافس بين سيدي كهول أهل الجنة حول من يتكلم من بني تميم أولًا فقد "قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد .. وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس .. فقال أبو بكر: ما أردت إلى أو إلا خلافي .. فقال عمر: ما أردت خلافك .. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)} حتى انقضت الآية" (١)

وكان لخلاف الشيخين العظيمن ورفع أصواتهما عقوبة آنية عندما خيب المحتفى بهما آمال الشيخين .. أحد المحتفى بهما يقول عن نفسه "إنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداه [فلم يجبه] فقال: يا محمَّد إن مدحي زين وإن شتمي شين فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ويلك ذلك الله فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)}] " (٢)


(١) صحيح البخاري ٤ - ١٨٣٤ وقد أكملت الآية للفائدة.
(٢) سنده صحيح رواه الطبري في التفسير ٢٦ - ١٢٢ وأحمدُ والزيادة له أحمد ٣ - ٤٨٨ وغيرهما من رواية عفان قال ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة عن أبي سلمة قال ثنا الأقرع بن حابس التميمى.

<<  <  ج: ص:  >  >>