للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن هذا الرجل الذي غلبته أعرابيته تمادى ليفخر على من سبقه بالبيعة فقال: "إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة .. وجهينة بن أبي يعقوب" (١) فكان رد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه قاسيًا جدًا ..

ثم التفت عليه السلام إلى من جاء معه من قومه مبشرًا فقال: "اقبلوا البشرى يابني تميم قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا: قد بشرتنا فأعطنا مرتين.

ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبله بنو تميم .. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله .. قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر .. قال: كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها" (٢)

وبعد أن عاد الأقرع ومن معه إلى ديارهم بشر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بخروج جيل من أصلاب هؤلاء الأجلاف يعز الله بهم الإِسلام كما تنبأ لثقيف من قبل بذلك .. فقال عليه السلام: "هم أشد أمتي على الدجال" (٣)

أما أهل اليمن الذين قبلوا البشرى فالمدينة تستقبل كل فترة وافدًا منهم .. فمن أرض اليمن انطلق رجل يقال له جرير بن عبد الله البجلي نحو المدينة .. ولما وصلها غير ملابسه ودخلها وعندما دخلها وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في أصحابه ولكن أصحابه كانوا لا ينظرون إلى النبي بل ينظرون إلى جرير وهو يمشي نحوهم ..


(١) صحيح البخاري ٣ - ١٢٩٤.
(٢) صحيح البخاري ٣ - ١١٦٦ وابن الحصين هو راوي الحدث وكان حاضرًا.
(٣) صحيح البخاري ٢ - ٨٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>