شيعة .. فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة) (١) بعد أن سلمها أبو العاص قلادتها وحريتها وأبقى لنفسه الهواجس والحرمان .. ورافقها أخوها زيد وصاحبه إلى أبيها .. إلى المدينة المنورة بالإِسلام .. فرح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فرحت بها فاطمة وفرحت بها أم كلثوم .. لكن وصولها لامس جرحًا في أعماقهن على رقية الراحلة .. الراقدة تحت أطباق الثرى .. ذكرى رقية وما أصابها في سبيل الله من غربة وآلام .. آذاها المشركون في مكة فهاجرت مع عثمان إلى الحبشة ثم عادت إلى مكة ثم هاجرت إلى المدينة .. ولم يطل بقاؤها في المدينة حتى اجتاحتها أوجاع خطفتها وخطفت شبابها .. لقد كان ذلك كله في سبيل الله .. وهذا ما يهون من الحرقة عليها فهي راحلة إلى النعيم الخالد .. هذه هي قصة زينب وأسيرها فـ:
[ماذا عن بقية الأسرى]
غادر الأسرى إلى مكة بعد أن دفعوا الفدية ولكن بقي أناس منهم لا يملكون فداءً ولا مالًا .. استخفهم أبو جهل فأطاعوه .. وقد ذهب أبو جهل إلى النار وتركهم بين القيود .. وهناك آخرون رفض أهلهم دفع الفداء .. فماذا سيفعل بهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل سيقتلهم أم سيكون الأسر مصيرهم حتى تجمع لهم قريش مالًا .. لا هذا ولا ذاك .. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(١) هذه الزيادة هي آخر الحديث السابق وبالسند نفسه عند الطبراني (٢٢/ ٢٨) وأبي داود (٢٦٩٢) وهي زيادة قوية صرح فيها ابن إسحاق بالسماع من شيخه يحيى، وتلميذ ابن إسحاق هو محمَّد بن سلمة الباهلي وهو ثقة من رجال مسلم (التهذيب ٩/ ١٩٤) وتلميذ ابن سلمة الذي هو شيخ أبي داود هو الثقة الحافظ عبد الله بن محمَّد بن علي بن نفيل (التقريب ١/ ٤٤٨) وتلميذ النفيلي - شيخ الطبراني هو عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب وهو ثقة كما قال الدارقطني (بلغة القاصي ٨٨).