أساسات الحياة وهي: العرض والمال والدم والعقل والدين .. فإذا تم العبث بهذه الأشياء وانعدمت حمايتها تحول العالم إلى بقعة شرسة يعتبر ما يحدث في الغابة الحيوانية أرقى بكثير مما يحدث فيها .. فما يجري في الغاب هو صراع من أجل البقاء لا أكثر .. أما على الأرض فسيتحول الصراع إلى هدف لإفناء الآخر وسحقه .. فإذا غابت الحدود يومًا عن الأرض فستغيب أشياء كثيرة أولها التسامح وآخرها الإنسان .. وما وصل الإِسلام إلى اليمن إلا من أجل الإنسان .. هكذا جرت الأحداث في اليمن .. أما في المدينة فقد كانت الوفود تسيل إليها ومنها في الوقت الذي قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - إرسال أكبر بعث لا للغزو بل إلى مكة لأداء الحج .. وقد اختار لإمارة هذا البعث صاحبه أبا بكر الصديق وقد سميت هذه الحجة:
[حجة أبي بكر رضي الله عنه]
وقبل أن ينطلق رضي الله عنه أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعلان بيانات نبوية خلال مواسم الحج القادمة تحمل توحيدًا نقيًا يقطع آخر الطرق بين الشرك والأجيال الجديدة المفعمة بالفطرة ..
القرار الأول: منع أي مشرك يعلن شركه من الحج بعد هذا العام.
الثاني: منع التعري داخل البيت الحرام وأثناء الطواف وهي من عادات الشرك البالية المتخلفة.
يقول أبو هريرة:"بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان"(١)