للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم الصبح فقرأ {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)} فقال رجل من القوم: لقد قرت عين أم إبراهيم" (١)

وبعد أن "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن وبعث كل واحد منهما على مخلاف -واليمن مخلافان- ثم قال يَسِّرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا [وتطاوعا فقال أبو موسى يا نبي الله إن أرضنا بها شراب من الشعير المزر وشراب من العسل البتع فقال كل مسكر حرام .. فانطلقا فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال قائمًا وقاعدًا وعلى راحلتي وأتفوقه تفوقًا .. قال: أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي وضرب فسطاطًا فجعلا يتزاوران] فانطلق كل واحد منهما إلى عمله .. وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبًا من صاحبه أحدث به عهدًا فسلم عليه .. فسار معاذ في أرضه قريبًا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه ..

فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا (٢)؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه .. قال: لا أنزل حتى يقتل قال: إنما جيء به لذلك فانزل .. قال: ما أنزل حتى يقتل فأمر به فقتل ثم نزل" (٣)

.. ولا يعني قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يسرا وبشرا أن يتخليا عن تنفيذ الحدود الموحى بها .. لأن التيسير مساحة لا نهاية لها .. أما تطبيق الحدود فهو وإن كان في مخالفات قليلة بعدد أصابع اليد الواحدة: إلا أن هذه الحدود تحفظ


(١) صحيح البخاري ٤ - ١٥٨٠.
(٢) إيش هذا أو ما هذا؟
(٣) صحيح البخاري ٤ - ١٥٧٨ والزيادة له ٤ - ١٥٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>