للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا، وأن تصدقوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته، قال الآخر من خلفه:

يا بني فلان إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى، وحلفاءكم من الحي بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له، ولا تتبعوه) (١).

كانت أخباره تنتقل في كل اتجاه من جزيرة العرب فتصادف هذه المرة قلبًا لرجل من غفار:

[إسلام أبي ذر الغفاري]

لقد تعب أبو لهب من الركض خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتعب يديه وتعبت زوجته من هذا التراب ينثرونه فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والشوك يغرزونه في طريقه .. لقد تعب أبو لهب وأتعب معه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لكن تلك السنوات من الصبر والعرق كانت كفيلة بانتشار عبير الإِسلام فأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم تطايرت هنا وهناك .. فصادفت قلوبًا مفتوحة ..


(١) إسناده قوى: رواه الإِمام أحمد (الفتح الرباني ٢٠/ ٢١٧) فقال: حدثنا مسروق بن المرزبان، حدثنا ابن أبي زائدة قال. قال ابن إسحاق: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، قال: سمعت ربيعة الديلي يقول: وقال أحمد أيضًا: حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، حدثني سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا محمَّد بن المنكدر أنه سمع ربيعة الديلي يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس. بمنى ...
من هذين الطريقين طريق ضعيف، وهو الإسناد الأول؛ لأنه من رواية حسين بن عبد الله ابن عبيد بن عباس، قال الحافظ في التقريب (١/ ١٧٦): ضعيف لكن يشهد له الطريق الثاني فهو به قوي، فشيخ أحمد: سعيد بن أبي الربيع السمان صدوق، قال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه. وهذه ليست منها. انظر ذيل الكاشف (١١٨) وشيخه سعيد بن سلمة صدوق أيضًا. انظر التهذيب (٢/ ٤١) وشيخه محمَّد بن المنكدر ثقة فاضل قاله في التقريب (٢/ ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>