للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفوسًا فسيحة .. فتعلقت بما سمعت وعشقته .. وأتعبت مطاياها في البحث عنه .. قلب أبي ذر من تلك القلوب .. ها هو يحدث من حوله عن ذلك الحب .. عن ذلك الشوق فيقول:

(كنت رجلًا من غفار، فبلغنا أن رجلًا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل، كلمه، وائتنى بخبره.

فانطلق، فلقيه، ثم رجع، فقلت:

ما عندك؟ فقال:

والله لقد رأيت رجلًا يأمر بالخير، وينهى عن الشر، فقلت له:

لم تشفنى من الخبر. فأخذت جرابًا وعصًا، ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد، فمر بي علي، فقال: كأن الرجل غريب؟ قلت: نعم.

قال: فانطلق إلى المنزل. فانطلقت معه لا يسألني عن شىء، ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشىء , فمر بي علي. فقال:

أما نال للرجل يعرف منزله بعد؟ قلت:

لا. قال:

انطلق معي. فقال علي:

ما أمرك، وما أقدمك هذه البلدة؟ قلت له:

إن كتمت علي أخبرتك. قال:

فإني أفعل. قلت له:

<<  <  ج: ص:  >  >>