للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أم صفوان، ألم تري إلى ما قال لي سعد .. ؟ قال: وما قال لك .. ؟ قال: زعم أن محمدًا أخبرهم أنه قاتلي .. فقلت له: بمكة؟ .. فقال: لا أدري .. فقال أمية:

والله لا أخرج من مكة) (١) .. واليوم قد حان وقت خروج قريش .. ولن يتخلف أحد .. فهل سيتخلف سيد من ساداتها .. وما هو عذره .. هل سيقول لهم: إنه خائف .. هل سيقول لهم: إن محمدًا صادق في قوله ووعده .. حائر أمية .. حائر .. يلتفت إلى امرأته يحدثها ..

أنه قد (جاء الصريخ .. قالت له امرأته:

أما علمت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال أمية:

فإني لا أخرج) (٢) .. لقد قرر أمية البقاء ففي الخروج سفر إلى الموت على يد محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .. لكن هل سيتركه أبو جهل ينعم بالبقاء .. لا أظن ذلك .. فأبو جهل الآن كالمجنون .. يجول في شوارع مكة .. يثير الغبار في أزقتها .. يطرق أبوابها .. لن يتركه أبو جهل ينعم بالطعام والشراب والرقاد وهم يواجهون الموت .. لقد (استنفر أبو جهل الناس فقال:

أدركوا عيركم .. فكره أمية أن يخرجه .. فأتاه أبو جهل .. فقال:

يا أبا صفوان إنك متى يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك .. فلم يزل به أبو جهل حتى قال:

أما إذا غلبتني فوالله لأشترين أجود بعيرٍ. بمكة .. ثم قال أمية:

يا أم صفوان جهزيني .. فقالت له:


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٩٥٠) والبيهقيُّ (٣/ ٢٧).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (٣/ ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>