إن لي بمكة مالًا وإن لي بها أهلًا .. وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا .. فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم .. قال ففشا ذلك في مكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا .. وبلغ الخبر العباس فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم" (١) "ثم أرسل غلامًا إلى الحجاج بن علاط: ويلك ما جئت به وما تقول فما وعد الله خير مما جئت به. قال الحجاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السلام وقيل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه .. فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله عَزَّ وجَلَّ في أموالهم .. واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها .. فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به .. فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك .. فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع فجمعته فدفعته إليه ثم استمر به .. فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك .. قال: أجل لا يخزني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي لنفسه فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي