للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمع المسلمون ذلك الضجيج فتزينوا للجنة ..

وتوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - .. إلى جبار السموات والأرض يناشده .. ويناشده ويستمطره رحمةً ونصرًا .. فنظر إليه الصديق فرق لحاله وأشفق عليه .. ثم تحرك نحوه بكل رفق والتف حوله وضمه ضمةً لا يجرؤ عليها إلا أبو بكر ..

ومشاعر أبي بكر لا يعبر عنها إلا أبو بكر ..

فكم أبكى ذلك المشهد من الصحابة عندما (نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف .. ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلة وعليه رداؤه وإزاره ثم قال: اللَّهم أنجز لي ما وعدتني ..

اللَّهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام فلا تعبد في الأرض أبدًا ..

فما زال يستغيث بربه ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرده -ألقاه على منكبيه (١) - ثم التزمه من ورائه ثم قال: كفاك يا نبي الله بأبي وأمي (٢) مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك .. فأنزل الله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}) (٣).


(١) لفظ مسلم.
(٢) لفظ ابن جرير.
(٣) حديث صحيح. رواه مسلم وأحمدُ (ابن كثير ٢/ ٤١٧) وابن جرير في التفسير (٦/ ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>