للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فحميت الحرب وحقب أمر الناس واستوثقوا على ما هم عليه من الشر، وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة، فلما بلغ عتبة قول أبي جهل: انتفخ والله سحره قال:

سيعلم مصفر أسته من انتفخ سحره أنا أم هو) (١) ..

لم يكتف أبو جهل ببلوغ صراخه إلى عتبة ..

لقد تحرك الطاغوت نحو عتبة بن ربيعة لاستفزازه .. ليوظفه باتجاهٍ شقهُ أبو جهلٍ .. ليحوله من نقطة ضعف وسكينة إلى بركان تتفجر منه المعركة حالًا ... توجه أبو جهل إلى عتبة صارخًا بوجهه: (أنت تقول ذلك، والله لو غيرك يقوله لأعضضته قد ملأت رئتك جوفك رعبًا) (٢) فثار عتبة وانفجر في وجه أبي جهل قائلًا: (إياي تعير يا مصفر أسته؟ ستعلم اليوم أينا الجبان) (٣) (ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه، فما وجد في الجيش بيضة (٤) تسعه من عظم رأسه .. فلما رأى ذلك اعتجر (٥) على رأسه بردٍ له) (٦).

لقد نجح أبو جهل بتحريضه لغضب عتبة فأوصله إلى حالة شديدة من التوتر والتهور .. وأفلح الطاغوت في إثارة حمية أخيه وابنه (فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية) (٧) يريدون الحرب ..


(١) جزء من حديث ابن إسحاق السابق وهو حسن.
(٢) حديث صحيح. وهو جزء من حديث الإمام أحمد وقد مر معنا.
(٣) حديث صحيح. وهو جزء من حديث الإمام أحمد وقد مر معنا.
(٤) الخوذة التي توضع على الرأس في الحروب.
(٥) لف البرد على رأسه كالعمامة ... والبرد قماشى يلتحف به.
(٦) جزء من أثر ابن إسحاق السابق وهو حسن.
(٧) حديث صحيح. وهو جزء من حديث الإمام أحمد وقد مر معنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>