للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال .. فقلت: أتحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم -" (١) وذلك للشبه الكبير بين الاثنين: الدجال وابن صياد ..

ولتصرفات ابن صياد المريبة وما يصدر عنه من أفعال لا تصدر عن إنسان طبيعي أبدًا .. ويبدو أنه كان يتعاطى السحر والشعوذة ويتعامل مع شياطين الجن ولا أدل على ذلك من هذه القصة التي حدثت أمام عيني ابن عمر رضي الله عنه وذلك عندما "لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولًا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة (٢) .. فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن صائد أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما يخرج من غضبة" (٣)

ويقول "ابن عمر لقيته مرتين .. فلقيته فقلت: لبعضهم هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله قلت: كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالًا وولدًا فكذلك هو زعموا اليوم .. فتحدثنا .. ثم فارقته .. فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه .. فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري .. قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه .. فنخر كأشد نخير حمار سمعت .. فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت .. وأما أنا فوالله ما شعرت .. وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه: ألم تعلم أنه قد قال: إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه؟ " (٤)


(١) صحيح مسلم ٤ - ٢٢٤٣ عن محمَّد بن المنكدر قال رأيت ..
(٢) الطريق الضيقة جدًا.
(٣) صحيح مسلم ٤ - ٢٢٤٦.
(٤) صحيح مسلم ٤ - ٢٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>