للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن صياد: هو الدخ .. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اخسأ فلن تعدو قدرك .. فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه .. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله" (١)

في ذلك الحوار بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن صياد اتضح تعاطي ابن صياد لنوع من السحر والكهانة وذلك عندما قال: الدخ ويعني بذلك سورة الدخان التي نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - لكنه قال الدخ فقط لأن النبي عليه السلام قاطعه فورًا قبل أن يكمل اسم السورة وقال له: اخسأ ..

أما عن تلك الأشياء التي يراها ابن صياد فيقول:

"جابر بن عبد الله إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقي ابن صياد ومعه أبو بكر وعمر أو قال رجلان فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أني رسول الله؟ فقال ابن صياد أتشهد أني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آمنت بالله ورسوله .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما ترى؟ فقال ابن صياد: أرى عرشًا على الماء .. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ترى عرش إبليس على البحر .. قال: ما ترى؟ قال: أرى صادقين أو كاذبين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس عليه فدعوه" (٢)

وقد وصل الشك ببعض الصحابة إلى درجة اليقين أنه الدجال .. ومنهم جابر رضي الله عنه يقول أحد من صحب جابرًا: "رأيت جابر بن


(١) صحيح مسلم ٤ - ٢٢٤٤.
(٢) سنده صحيح رواه ابن أبي شيبة ٧ - ٤٩٥ حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي نضرة عن جابر. أبو نضرة تابعى ثقة من رجال مسلم. انظر التقريب. وتلميذه سليمان بن طرخان التيمي تابعى مشهور من صغار تابعى أهل البصرة وهو ثقة من رجال الشيخين ١ - ٣٢٦ وتلميذه ثقة معروف مر معنا كثيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>