للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتجهة تحمل حبًا نحو سعد بن عبادة .. أثارها ذلك الغبار فاهتزت وتطايرت أشواكها فجرحت مشاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ما هذه الشجرة .. وهل وصل - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت سعد بن عبادة .. ؟ لا أحد يستطيع وصف ما حدث مثل الطفل أسامة بن زيد حبيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوق تلك الدابة .. ها هو أسامة .. يحدثنا فيقول:

(إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب حمارًا عليه إكاف (١) على قطيفة فدكية (٢) .. وأردف أسامة بن زيد وراءه .. يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر .. حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا بالمجلس أخلاط من المسلمين .. ومن المشركين عبدة الأوثان .. واليهود، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة .. فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة (٣)، حمَّر (٤) ابن أبي أنفه بردائه ثم قال: لا تغبروا علينا.

فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله عَزَّ وَجَلَّ .. وقرأ عليهم القرآن ..

فقال عبد الله بن أبي بن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًا .. فلا تؤذنا به في مجالسنا .. ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه ..


(١) سرج الحمار.
(٢) نسبة إلى فدك وهي بلدة قريبة من المدينة المنورة.
(٣) غبارها.
(٤) غطى.

<<  <  ج: ص:  >  >>