للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قربوا أوعيتكم، [فأكلوا حتى تضلعوا (١) شبعًا ثم لففوا فضول ما فضل (٢) من أزوادهم في جربهم] فأخذوا ما شاءوا) (٣) وكان من بين الذين أخذوا .. سلمة بن الأكوع رضي الله عنه الذي يقول:

(أصابنا جهد، حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعنا مزاودنا، فبسطنا له نطعًا، فاجتمع زاد القوم على النطع، فتطاولت لأحزر كم هو؟ فحزرته كربضة العنز (٤)، ونحن أربع عشرة مائة، فأكلنا حتى شبعنا جميعًا، ثم حشونا جربنا، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -:

فهل من وضوء؟

فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة، فأفرغها في قدح، فتوضأنا كلنا: ندغفقه (٥) دغفقة أربع عشرة مائة.

ثم جاء بعد ذلك ثمانية، فقالوا: هل من طهور، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فرغ الوضوء) (٦).

كانت تلك المعجزات تسلية لتلك النفوس .. وتثبيتًا لتلك القلوب التي


(١) امتلأوا شبعًا.
(٢) ما زاد.
(٣) حديثٌ حسنٌ رواه البيهقي (٤/ ١١٩) من طريقين الأولى من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال: قال ابن عباس. والأخرى: من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس .. والطريق الأولى رجالها ثقات لكن هناك احتمال انقطاع بين ابن عباس وابن شهاب لكن تشهد لها الطريق الأخرى وفيها ضعف يسير من أجل يحيى بن سليم وهو صدوق من رجال الشيخين إلا أنه سيء الحفظ - التقريب (٢/ ٣٤٩) ويشهد للحديث ما رواه مسلم وهو الحديث التالي.
(٤) أي مبرك العنز.
(٥) نصبه صبًا شديدًا.
(٦) حديث صحيح رواه مسلم - اللقطة (١٧٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>