للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: غطفان "وفزارة".

فصرخت ثلاث صرخات: يا صباحاه ..

فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم بذي قرد، وقد أخذوا يسقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي، وكنت راميًا، وأقول:

أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع) (١)

وذلك بعد أن (قدمنا المدينة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهره (٢) مع رباح -غلام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر (٣)، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه.

فقلت: يا رباح .. خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه.

ثم قمت على أكمة (٤)، فاستقبلت المدينة، فناديت ثلاثًا:

يا صباحاه ..

ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل، وأرتجز، أقول:

أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع


(١) حديث صحيح رواه مسلم (١٨٠٦) والزوائد للبخارى (٣٠٤١).
(٢) الدابة التى تركب أو تحمل المتاع والأثقال.
(٣) أي يورده الماء ثم المرعى والعكس.
(٤) أى تل كما جاء في بعض الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>