للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرسول -صلى الله عليه وسلم - .. يحدثنا عما قاله ابن أخيه عبد الله بن عباس فيقول:

(لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حتى صعد الصفا. فهتف:

يا صباحاه. قالوا:

من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد.

فاجتمعوا إليه. قال -صلى الله عليه وسلم-:

أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي.

قالوا:

ما جربنا عليك كذبًا. قال -صلى الله عليه وسلم-:

فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب:

تبًا لك أما جمعتنا إلا لهذا. ثم قام. فنزلت هذه السورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)} (١).

وقف أبو لهب في أول الطريق .. وفتح ألسنة من اللهب على ابن أخيه الأمين-صلى الله عليه وسلم- .. لكن هذه الألسنة أحرقته هو .. لقد بدأ أبو لهب المواجهة .. وبدأ التكذيب .. جحد تاريخ محمد الأبيض الذي شهد هو وقومه به قبل لحظات عندما صاحت مكة بصوت كالرعد يتبعه المطر: ما جربنا عليك كذبًا.

ولم يكن أبو لهب لوحده في هذه الأولوية .. لقد شاركته أم جميل


(١) سورة المسد. والحديث متفق عليه واللفظ لمسلم- كتاب الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>