للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين شاهدوا تلك الحادثة: "قدمنا تبوك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم فيها أحد منكم فمن كان له بعير فليشد عقاله فهبت ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء" (١) أما كيف عرف هذا الصحابي بمكان أخيه فهذا ما سنعرفه بعد العودة للمدينة التي يبدو أنها قد اقتربت .. فبعد أن "أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك عشرين يومًا" (٢) قال أبو هريرة رضي الله عنه: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا يوم تبوك فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن الله أذن لكم بهذا المسير وقد أذن لكم بالرجوع [والذي نفس محمد بيده لولا أنه ليس عندي سعة فأعطيكم ولا تطيب أنفسكم أن تقعدوا خلفي ما قعدت خلف سرية ولا بعث من المسلمين فلوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى بعدها مرارًا .. جرح الرجل .. جرح في سبيل الله والله أعلم بمن يجرح في سبيله يأتي يوم القيامة كلون الدم وريح المسك" (٣) فتأهب الجميع للعودة إلى المدينة ثم تحركوا .. وبعد أن انطلق الجيش وخلال الطريق وجد معاذ بن جبل رضي الله عنه نفسه أقرب الناس إلى


(١) صحيح مسلم ٤ - ١٧٨٥.
(٢) سنده صحيح رواه أحمد ٣ - ٢٩٥ ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله قال: وابن ثوبان تابعي ثقة من رجال الشيخين: التقريب ٢ - ١٨٢ وتلميذه مثله والبقية أئمة.
(٣) سنده حسن رواه ابن أبي عاصم في السنة ١ - ١٧٧ حدثنا ابن مصفى حدثنا بقية بن الوليد ثنا الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبي مريم عن أبي هريرة .. قال الإمام الألباني رحمه الله: إسناده حسن وفي ابن مصفى كلام يسير وبقية من جهة تدليسه ولكنه صرح بالتحديث وأبو مريم هو الأنصاري الشامى وهو ثقة وهو كما قال رحمه الله .. وفي ترجمة محمد بن مصفى أنه مدلس لكنه صرح بالسماع هنا والزيادة عند الطبراني في مسند الشاميين ٢ - ٣٣ وهي صحيحة لأنها زيادة الثقة يزيد بن عبد ربه الجرجسي وقد تابع محمد بن مصفى في روايته.

<<  <  ج: ص:  >  >>