للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما قريش فقد جمعت لها جيشًا من المرتزقة من بعض أفراد القبائل في محاولة كالمقامرة بحيث إذا ما تمت المعجزة وانتصروا شاركوهم في الغنائم وإن انهزموا فاوضوا المسلمين .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر حزمًا هذه المرة فقد قرر حصد كل من يقاوم من تلك القوات المرتزقة وغيرهم .. وخص الأنصار وحدهم دون غيرهم بتنفيذ هذه المهمة .. وهذا الحصد هو ما بقي من خيارات استنفذتها قريش كلها .. أبو هريرة - رضي الله عنه - كلف بمهمة تجميع الأنصار .. ها هو يقول:

"أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل مكة فبعث الزبير على أحد الجنبتين .. وبعث خالد بن الوليد على اليسرى .. وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا الوادي .. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبته .. وقد بعثت قريش أوباشًا لها وأتباعًا لها فقالوا: نقدم هؤلاء وإن كان لهم شيء كنا معهم .. وإن أصيبوا أعطينا ما سألوا .. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني فقال: يا أبا هريرة .. اهتف بالأنصار فلا يأتيني إلا أنصاري فهتف بهم: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فجاؤوا كأنما كانوا على ميعاد .. ثم قال: اسلكوا هذه الطريق ولا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه .. فجاؤوا فأحاطوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم وضرب بيده اليمنى مما يلي الخنصر وسط اليسرى وقال: احصدوهم حصدًا حتى توافوني بالصفا .. قال أبو هريرة: فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل من شاء منهم إلا قتله وما يوجه أحد منهم إلينا شيئًا" (١)


(١) حديث صحيح رواه مسلم ٣ - ١٤٠٥ وابن حبان ١١ - ٧٤ والبيهقيُّ ٩ - ١١٧وابن أبي شيبة ٧ - ٣٩٧ وغيرهم واللفظ لابن حبان والزيادة للدارقطني والحاكم ٢ - ٦٢ من طريق محمَّد بن الفضل عارم وهدبة بن خالد قالا حدثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن عبد الله ابن رباح عن أبي هريرة وهي زيادة صحيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>