للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد .. ثم خرج يشتد نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة البطيء الرجل البطيء .. فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل عمر فقال: يا رسول الله .. هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد فدعني فلأضرب عنقه .. قلت يا رسول الله: إني أجرته ثم جلست إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذت برأسه فقلت: لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلًا يا عمر أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا .. ولكنك عرفت أنه رجل من رجال بني عبد مناف .. قال: مهلًا يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إسلام الخطاب.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذهب به إلى رحلك يا عباس فإذا أصبح فائتني به .. فذهبت به إلى رحلي فبات عندي فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله.

قال: بأبي أنت وأمي ما أكرمك وأوصلك .. والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئًا .. قال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في نفسي منها شيء حتى الآن" (١) كان داخل أبي سفيان كتلة من العناد والزعامة والأوهام المتكلسة التي تعيق نظره إلى الحقيقة لكن حد السيف جعله يتخلص منها .. لأن السيف سيبيده معها


(١) تخريجه في نهايته.

<<  <  ج: ص:  >  >>