للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطعنه فقال: انْهَهُنَّ فأتاه الثالثة قال: والله غلبننا يا رسول الله .. فزعمت أنه قال: فاحثُ في أفواههن التراب فقلت: أرغم الله أنفك لم تفعل ما أمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من العناء" (١) "ثم أتاهم فقال لا تبكوا عليه بعد اليوم ثم قال ادعوا بني أخي فجيء بنا كأنا أفرخ فقال ادعوا لي الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا ثم قال أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عون فشبيه خلقي وخلقي ثم أخذ بيدي فشالها فقال اللَّهم أخلف جعفرًا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرات فجاءت أمنا فذكرت يتمنا ..

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة" (٢) .. كلمات كالبرد على قلوب كالهجير.

ولم تكن الحال بأحسن في بيت زيد بن حارثة حيث زوجته أم أيمن ويتيمه أسامة الذي ملك قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وعيونه .. والذي قال فيه وفي والده الفقيد ذات يوم وهو يتحدث عن انتقاص البعض لـ"إمارة أبيه من قبله وايم الله إن كان لخليقًا لها وأيم الله إن كان لأحب الناس إلي وأيم الله إن هذا لها لخليق يريد أسامة بن زيد وأيم الله إن كان لأحبهم إلي من بعده فأوصيكم به فإنه من صالحيكم" (٣)

أما بيت عبد الله بن رواحة رضي الله عنه فقد شهد أهون من هذه المصيبة قبل الرحيل إلى مؤتة حيث "أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكى: واجبلاه .. واكذا .. واكذا .. تعدد عليه


(١) صحيح البخاري ١ - ٤٣٧.
(٢) هو باقي حديث عبد الله بن جعفر السابق.
(٣) صحيح مسلم ج:٤ ص:١٨٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>