للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارجع فإنك لم تصنع شيئًا .. فرجع خالد فلما نظرت إليه السدنة وهم حجابها أمعنوا في الجبل وهم يقولون:

يا عزى خبليه

يا عزى عوريه

وإلا فموتي برغم

فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره قال: تلك العزى" (١)

ولا أدري هل هذه المرأة من السحرة المشعوذين أو من مدعي الألوهية لكن القضاء عليها كان من حتميات العقيدة الإِسلامية وإلا فلا معنى للرسالة والنبوة إذا تركت تنشر خزعبلاتها وضلالاتها دون عقاب .. لكن في طريق الدولة الإِسلامية ما هو أخطر من العزى فالعزى لم تحتمل أكثر من ضربة بالسيف ..

هذه الدولة تواجه الآن آخر خطر يقبع في طريقها وهو ذلك الحشد الهائل من هوازن فقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بتلك التحركات فأرسل جاسوسًا من أصحابه ذكيًا يرصد تحركاتهم وأخبارهم اسمه عبد الرحمن بن أبي حدرد


(١) سنده حسن رواه أبو يعلى ٢ - ١٩٦ والنسائيُّ في السنن الكبرى ٦ - ٤٧٤ وغيرهما من طريق محمَّد بن فضيل حدثنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال .. وهذا السند حسن من أجل الوليد بن عبد الله بن جميع فهو حسن الحديث من رجال مسلم: التقريب ٢ - ٣٣٣ والوليد عن أبي الطفيل على شرط مسلم انظر الصحيح (٣ - ١٤١٤ و ٤٢١٤٤) وقد توبع تابعه عن أبي الطفيل في الأحاديث المختارة ٨ - ٢٢٠ من طريق أبي يعلى الموصلي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عبد الله بن المبارك أخبرني عبيد الله بن أبي زياد عن أبي الطفيل ولعل الضياء رحمه الله قد وهم في هذا السند (انظر موسوعة السيرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>