للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيات فرمى بهن وجوه الكفار

ثم قال: انهزموا ورب محمَّد ... فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى .. فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى أحدهم كليلًا وأمرهم مدبرًا" (١) حتى انقشع الغبار فإذا ساحة الحرب أكوام من القتلى و"الأسرى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (٢) أما الغنائم فهائلة لا تعد ولا تحصى .. إنها ثروة هوازن وما تملك كاملة وثروة من جاء معها من المشركين .. تحولت إلى أيدي المسلمين بعد أن كادت تضيع منهم ويضيع معها ما هو أثمن .. ليس هناك ألفاظ تعبر عما جرى مثل كلمات الله {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}.

.. وبعد أن هدأ كل شيء "التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب .. وكان ممّن صبر يومئذ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وكان حسن الإِسلام .. حين أسلم وهو آخذ بثفر بغلته فقال من هذا؟ قال: أنا ابن أمك يا رسول الله" (٣). يقول أبو قتادة:

ثم إن "الناس رجعوا وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه .. فقمت فقلت: من يشهد لي .. ثم جلست، ثم قال: من قتل


(١) صحيح مسلم ٣ - ١٣٩٨.
(٢) آخر حديث ابن إسحاق الصحيح الماضي.
(٣) آخر حديث ابن إسحاق الصحيح الماضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>