للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته .. ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك .. قال: فانزع هذا السهم .. فزعته فنزا منه الماء .. قال: يا ابن أخي أقرئ النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام وقل له: استغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرًا .. ثم مات .. فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه .. فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقلت له: قال: قل له: استغفر لي .. فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه ثم قال: اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس.

فقلت: ولي .. فاستغفر فقال: اللَّهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه .. وأدخله يوم القيامة مدخلًا كريمًا" (١)

في تلك الأتناء كان الطائف محاطًا بالقوات الإِسلامية المنتصرة المتوثبة وقد طال الحصار إلى مدة أحصاها أحد المقاتلين بقوله: "انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة" (٢) وهم في حصنهم المنيع فلم يستطع المسلمون اقتحامه وفتحه .. وقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام كافة المحفزات على الفتح لدى جنوده حسب الوسائل المتاحة .. ولم يكن هناك أفضل من الرمي بالسهام بعد اختباء أهل الطائف خلف حصنهم .. يقول أحد الصحابة الذين استجابوا "حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:


(١) حديث صحيح رواه البخاري ٤ - ١٥٧١.
(٢) صحيح مسلم ٢ - ٧٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>